الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة سمير السليمي: بإمكان الافريقي السيطرة على الكرة التونسيـــــــة لمواســـــم طويلـــــة !

نشر في  17 أكتوبر 2014  (15:07)

ضيفنا اليوم هو اللاعب الدولي السابق والمحلّل الرياضي سمير السليمي الذي فتح قلبه لـ «أخبار الجمهورية» وتحدّث في عديد الملفّات التي تخصّ فريقه الأمّ النادي الافريقي وكذلك النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والترجي الرياضي، والمنتخب التونسي والجامعة التونسية لكرة القدم والتحكيم في تونس، علاوة عن حديثه في المجال السياسي وإبداء رأيه في الإستحقاقات الانتخابية القادمة، وهذا ما ستطالعونه في الحوار التالي:

 أين إحتجب سمير السليمي، ولماذا لم يعد له أثر في السّاحة الكرويّة بتونس؟

إتّجهت طيلة السبع سنوات الأخيرة إلى ميدان التحليل الرياضي، قبل أن يستقرّ بي المقام في السنتين الأخيرتين بأحدى القنوات الخليجيّة حيث اشتغلت هناك لتحليل الدوري الإيطالي..

 نفهم أن مهنة التحليل الرياضي إفتكّت سمير السليمي من التدريب؟

نعم يجوز قول ذلك، وهنا دعني أعترف أن مهنة التحليل الرياضي إستهوتني ووجدت فيها راحتي وهو ما كان سببا في غياب اسمي عن قائمة المدرّبين المطلوبين للعمل..

 إذن أنت إعتزلت التدريب؟

إعتزلت التدريب لا.. لكن صراحة العودة إلى هذه المهنة أضحت صعبة نوعا ما باعتبار وأنّ المسؤولين في الاندية أصبحوا ينظرون الى سمير السّلمي كمحلّل فنّي أكثر منه مدرّبا..

 عندما تشاهد بعض أبناء جيلك يحتّلون الصفّ الأوّل في مهنة التدريب، ألاينتابك إحساس بالنّدم أو بالوجيعة؟

نعم أحيانا أشعر بالأسف لأنّي تسرّعت في مغادرة مهنة التدريب وابتعدت عن الصفّ الأوّل.. وبالمناسبة أعترف أنّ أحد الأصدقاء من الصحفيّين نصحني بعد موسم واحد من تجربة مهنة التحليل الرياضي بعدم الانغماس أكثر في هذه المهنة حتى لا أخسر نفسي كمدرّب لكنّي لم أعمل بنصيحته..

 ربّما أيضا لأنّك فضّلت الماديّات والهروب من ضغوطات التدريب؟

الماديّات لا، لأنّ مهنة التدريب تدرّ أيضا على أصحابها أموالا كثيرة.. لكن صراحة أنا فضّلت راحة البال على ضوضاء، و«ستراس» التدريب..

 ماهو تقييمك للبطولة التونسيّة؟

صراحة البطولة التونسية تراجع مستواها في السنوات الثلاث الاخيرة واتّسمت بالضعف من جرّاء غياب الجماهير والفوضى السّائدة والضغوطات الجماهيرية والسياسيّة التي تمارس على الأندية التونسية ومسؤوليها..
علاوة عن ذلك أقول أنّ بطولتنا لا تحتمل هذا الكمّ الهائل من الأندية وهو ما خلق الكثير من الفوضى على غرار كلّ المجالات الاخرى في تونس.. كلّ ما أتمنّاه هو أن تستقرّ الأمور في البلاد بعد الانتخابات وهو ما سيساهم أيضا في إستقرار حال الكرة في تونس..

 من هو الفريق الذي أعجبك والأخر الذي مثّل لك نقطة إستفهام؟

النجم الساحلي أعجبني كثيرا هذا الموسم وهنا لا بدّ من الإشادة بالعمل الكبير الذي يقدّمه فوزي البنزرتي.. كذلك النادي الصفاقسي يعتبر منافسا جديّا على البطولة مع عودة تدريجية للنادي الافريقي..
لكن تبقى نقطة الاستفهام الكبيرة تخصّ فريق الترجي الرياضي الذي دخل في عملية إعادة بناء وننتظر عودته بسرعة إلى عنفوانه..

 برأيك لماذا تراجع فريق أكابر الترجي بشكل رهيب؟

خروج عديد اللاعبين الكبار وتراجع مستوى البعض الآخر على غرار الدراجي والدربالي و«آفول» ساهما في تراجع مردود الفريق بشكل كبير وهو ما يفرض على المدرّب خالد بن يحيى العمل بعمق مع شبّان الفريق ليعيد القاطرة الى السكّة الصّحيحة..

هل هناك لاعبين أضحوا يتوهّمون أنّهم أكبر من الترجي؟

نعم من خلال الأداء وتصرفّات بعض اللاعبين تبيّن أنّ هناك خلل في إنضباط بعضهم وهو ما يستوجب من أصحاب القرار معالجة عقليات بعض الأندية لأنّ الانضباط في السّابق كان يمثل نقطة قوّة الفريق الذي أمتع جماهيره بأكثر من لقب..

 لنفتح ملف فريقك الأمّ النادي الإفريقي،كيف تحكم على مردوده في مستهلّ هذا الموسم؟

بصراحة النتائج طيّبة عموما لكنّ المردود غير مقنع، وهنا لا بدّ من الإعتراف بأنّ الانتصارات التي تحقّقت حصلت بفضل فرديات بعض اللاعبين..

 وأين يكمن مشكل الفريق إذن؟

مشكل الإفريقي هو غياب الإستقراريّة لأنّ كله من يأتي للمسك بزمام الأمور لا يتواصل مع العمل السّابق وينطلق في البناء من جديد وهو ما يساهم في إضاعة الكثير من الوقت..وفي هذا السّياق لا بدّ من الإشارة إلى «موضة» التفريط في عديد اللاعبين في كلّ موسم وانتداب آخرين بالجملة وهو ما يفرض عليّ القول إن النادي الإفريقي حقّق الرّقم القياسي عالميّا في عدد اللاعبين المغادرين والقادمين وهذا ما أعتبره نقطة سلبيّة..

 هل إعتراف منك بأن الإنتدابات غير موجّهة وفوضويّة، أليس كذلك؟

الإنتدابات ليست موجّهة ربّما لأنّ المشرفين أرادوا الإنطلاق في عملية بناء جديدة والحال أنّ الإفريقي تحت إشراف هذه الإدارة للموسم الثالث على التوالي كان عليه أن ينطلق في مرحلة جني الثّمار.. خاصة وأنّ الإمكانات التي وفّرها سليم الرياحي تسمح للإفريقي بالسيطرة على الكرة التونسية لمواسم طويلة.

 وكأنّك تحمّل هذه المسؤولية إلى المدير الرياضي منتصر الوحيشي؟

صحيح منتصر الوحيشي «ناقص خبرة» على المستوى الميداني والدليل أنّه قام بانتدابات كبيرة دون الحفاظ على ثوابت الفريق وهذا ما يحصل في نادي برشلونة الذي أتى بعديد اللاعبين الجدد ون أن يمسّ بثوابت «البارسا»، من جهة أخرى أقول إن مدرّب النادي الإفريقي مطالب بإعادة النظر في الخطّة التكتيكيّة وكيفيّة التصرّف في بعض المباريات، لأنّ الفرديات التي صنعت الفارق من أقدام «دجابو» أو الذوادي أو بلعيد قد تخدم الفريق محليّا، لكن إذا ما مرّ الفريق إلى المستوى القارّي الذي يطمح إليه الإفريقي لا بدمن إعادة النظر على مستوى الخطّة التكتيكيّة وبعض الأسماء كذلك..

 هل من كلمة عن الجلسة العامّة الأخيرة، وكيف تقبّلت وعود سليم الرياحي؟

بقطع النّطر عن الأخطاء التنظيميّة التي رافقت الجلسة العامّة، فإنّ ما يؤلم أنّ الهيئة تجاهلت رموز النادي من رؤساء قدامى ومسيّرين ومدربّين ولاعبين، وبهذا التغييب يجوز القول إنّ هناك نكران جميل من هذه الإدارة تجاه رموز الإفريقي، وبخصوص وعود رئيس النادي التي أتمنّى أن تتجسّد على أرض الواقع ويتمّ إنجاز مركّب تدريب عالمي، لأنّ حديقة الإفريقي لا تليق باسمه وعراقته..

 هناك من قال إن وعود الرّئيس كان الهدف منها هو كسب قاعدة جماهيرية للانتخابات الرّئاسية فقط، فما هوّ ردّك؟

كنت أتمنّى لو تجسدّت وعود سليم الرياحي على أرض الواقع منذ موسمه الأوّل على رأس الإفريقي حتى لا يجد اليوم نفسه عرضة لهذه الإتّهامات السياسية.. أقول ذلك رغم إدراكي أن سليم الرياحي ضخّ أموالا كبيرة واجتهد لخدمة الافريقي وطوّره في بعض الجوانب، لكنّه تجاهل القيام بالاصلاحات اللازمة في الحديقة (أ) التي تشكو من إهمال كبير و«توجع» قلب كلّ من يدخلها..

هل من كلمة عن التحكيم التونسي؟

التحكيم التونسي يشبه في كلّ شيء تحكيم شمال إفريقيا، لكن أنا شخصيّا لا أستطيع محاسبة الحكم إلّا بعد أن أوفّر له ظروف تدريب ممتازة وظروف مادية معقولة ومشرفين ممتازين ويغيرون على مصالح التحكيم في تونس..

 ماهو حكمك على أداء المكتب الجامعي لكرة القدم؟

أقول صراحة إنّ المكتب الجامعي الحالي محظوظ لأنّ الرّأي العام الرياضي مهتمّ بالانتخابات وبالشّأن السياسي، إضافة إلى ذلك فإنّ نتائج المنتخب حاليا قد غطّت على أخطاء الجامعة المطالبة بمزيد الاعتناء بكرة القدم والتحكيم والشبان والعمل القاعدي وتكريس العدل بين كلّ الفرق كبيرها وصغيرها وتطبيق القوانين بصرامة على الجميع..

 في الختام نسألك، ماهي إنتظاراتك من الانتخابات التشريعيّة والّرئاسية القادمتين؟

كتونسي أتمنّى أن الـ 5 ملايين و600 آلف ناخب سيتّجهون بنسبة كبيرة للقيام بالانتخابات رغم خيبة الأمل التي طالتهم من وراء أداء السياسين..
في كلمة، أتمنّى ألّا يكون هناك عزوف من التونسيين تجاه الانتخابات القادمة رغم الخطاب المتدنّي لأغلب السياسيّين، لأنّ هدفنا الوحيد هو أن تستقرّ بلادنا في كلّ المجالات بعد الانتخابات.

حاوره : الصحبي بكار